ادب الرواية

الفنون التشكيلية وكيف نتذوقها

الفن يعتبر الفن الأداة التي يستطيع الإنسان من خلالها التعبير عن مشاعره وأحساسيه ومواهبه، وهو أيضاً فرح وجمال يسعد به الإنسان ويرتاح إليه بعيداً عن ضغوطات الحياة، وللفن مجالات متعددة مثل المسرح، والكتابة، والخطابة، والقصة، والرواية، والأعمال الفنية الأخرى من رسم ونحت وتصوير وغيرها، ويمكن تدريس الفن بأشكاله المختلفة في المعاهد والجامعات المتخصّصة حيث يعتبر بالدرجة الأولى موهبة ثمّ تعليم وخبرة يكتسبها الشخص مع الأيام، ومن أبرز أنواع الفنون هي الفنون التشكيلية فقد برز هذا الفن كثيراً على السّاحة الفنية، ولكن قد يتساءل المرء ما هو الفن التشكيلي وماهي أنواعه، وكيف يتم تذوّق ونقد الفن التشكيلي؟ الفن التشكيلي هو خلق شيء جديد يختلف عن الموجود في الطبيعة وذلك بصياغة الأشياء وتشكيلها بشكل جديد مستوحى من الواقع ومن المحيط الذي يحيط بالفنان مستخدماً الأدوات ( ألوان، وخشب، وصخور، و…..) ورؤيته، وخبرته، وموهبته في إخراج هذا الشيء الجديد أنواع الفنون التشكيلية الرسم ( التصوير) هو التشكيل والتعبير عن عمل جديد باستخدام الألوان أو الخط أو البقع وغيرها من الأدوات، ويشمل الرسم الزيتي أي استخدام الألوان الزيتية في اللوحات الفنية وظهر هذا الفن في القرن الرابع عشر في هولندا، ويشمل أيضاً الرسم المائي، والملون، والتيمبرا، والرسم الجداري، والفريسكو الذي يعتبر من الفنون التي تتطلب دقة وهو عمل فني ذا مظهر طباشيريّ رقيق وشفاف يشكل بستخدام الجير ويلون بألوان باهتة. فنون تشكيلية أخرى الفسيفساء:هي من الفنون القديمة التي ظهرت عند السومريين وهو استخدام قطع صغيرة ملونة من الحجارة لتشكيل لوحة فنية. النحت: هو عمل ثلاثي أبعاد لمجسم باستخدام الخشب، والجبص، والطين، والشمع وغيرها من الأشياء التي يتمّ نحتها. تنوّعت الفنون التشكيليّة الحديثة فدخل التصوير الضوئيّ وهو إنتاج الصور العادية أو الفوتوغرافية، والطبعات الفنية وفن الكتابة بالخط والتصميم والعمارة وفن الكولاج أو التلصيق وفنون الوسائط المتعددة باستخدام الحاسوب وفن الفيديو. الفسيفساء:هي من الفنون القديمة التي ظهرت عند السومريين وهو استخدام قطع صغيرة ملونة من الحجارة لتشكيل لوحة فنية. النحت: هو عمل ثلاثي أبعاد لمجسم باستخدام الخشب، والجبص، والطين، والشمع وغيرها من الأشياء التي يتمّ نحتها. تعريف التذوق أو النقد الفني. الذّوق أو التذوق هو الشعور والإحساس والوجدان الذي يحكم به الشّخص على العمل الذي أمامه سواء شعر بالارتياح أو عدمه، وعند النقد والتذوق تكون المصالح الشخصية بعيدة عن التحكيم وإصدار الحكم على العمل الفنيّ، والتذوّق الفني هو إيجابيات يذكرها الناقد أو المتذوق يشجع بها الفنان للتقدم في فنه، وسلبيات يذكرها الناقد لتوجيه الفنان بها حتى يحاول تلاشيها في الأعمال الأخرى، ولكن للأسف اليوم يعتبر البعض أنّ التذوق هو نقد سلبي يركز فيها الناقد على السلبيات دون توجيه الفنان وهذا ما يزعجه عندما يركز الناقد على الأخطاء التي تظهر بوضوح دون إدراك الجمال وخفايا العمل الفنيّ، وظهر الذوق أو التذوّق الفني في القرن السابع عشر وأول من استخدمه الفنان والناقد الفرنسي لابروير في كتابه الطبائع. مقومات تذوق الفن التشكيلي هناك مقومات أو خصائص يجب أن تتوفّر في المتذوّق، فكلّ شخص يستطيع أن يتذوّق العمل الفنّي، ولكن الناقد الفني لديه مخزون معرفي من خلال التدريب المستمر وثقافته المتنامية في مجال الأعمال الفنية، ونذكر أبرز هذه الخصائص. الذوق الفني، ونذكر أن المتذوق أو الناقد هو الشخص الذي يحاول أن يفسر ويوضح العمل الذي أمامه، فيقوم بتتبع العمل التشكيلي ويكشف رمزه ودلالته التعبيرية، فيكمن القول أنه استخدام العين في التمعن والاستمتاع بجمالية العمل الفني. الخبرة الفنية، أي على المتذوق أن يكون لديه إلمام وخبرة وتجارب من خلال احتكاكه بالفن والفنانين ومعايشته للواقع والعمل الفني، ومن خلال هذه الخبرة على المتذوق أن يتّصف بالشمولية والموضوعية. المشاركة الوجدانية، وهو الإحساس العميق بجوهر العمل الفني، واستحضار التجارب والواقع والقضايا التي من خلالها يستخدمها الفنان في صنع فنه، وأيضاً يمكن أن يستقرئ مشاعر وخواطر وأفكار الفنان حتى يشكل صورة واضحة عن التحفة الفنية التي أمامه. كيفية التذوق للعمل الفني التشكيلي يتضمن النقد الفني أربعة عناصر أساسية وهي الوصف، والتفسير، والتقييم، والتنظير. الإدراك والوصف هو الخطوة الأولى في التذوق فعلى الشخص أن يدرك ما هو العمل الذي أمامه ولا بأس من كتابة الأفكار الذاتية حول ما تمّ إدراكه، وتدوين الأسئلة عن حقيقة العمل الفني المتناول، فاللوحة الفنية التشكيلية هي عبارة عن مساحة رسمها أو صورها إنسان بعواطفه وروحه وألوانه وضمّنها أفكاراً وأهدافاً لتحاكي المتذوّق، فهي في النهاية عمل استخدم فيه العقل والعاطفة معاً. التحليل والتفسير بعد أن أدرك المتذوّق العمل الفني الذي أمامه سيقوم بتحليل مقومات اللوحة أو العمل الفني، فيبدأ الشخص بالتركيز على الخطوط ومجموعة الأشكال والتكوينات ومجموعة الألوان المستخدمة، وكيفية حفر النقوش الخاصة بالنحت، وطبيعة المواد المستخدمة مثل نوعية الألوان، والورق، والقماش، وجذوع الشجر، والصخور، ويقوم بتحليل الشكل الخارجي من حيث الاستدارة، والطول، والحجم ،ويتساءل إن كان يتناسب مع العمل الفني أم لا، وعليه أن يفسّر التوافق في عناصر العمل الفنيّ فشكل الخطوط فرضاً له تفسير واضح في اللوحة فمن خلال الخبرة يستوحي المتذوّق إحساس الفنان التشكيليّ. التقييم وإصدار الحكم هذه الخطوة مهمة جداً في التّقييم الإيجابي والسلبي للعمل الفني وليس للفنان، فإذا قام المتذوّق بنقد الفنان نفسه وتجاهل العمل الفني فيكون التذوق أعمى أي تجاهل الفن الذي أمامه، فالتذوق كما ذكرنا يجب أن يكون بعيداً عن المصلحة الشخصية أو المجاملة، فعندما يذكر المتذوق الإيجابيات فهذا يعني أنّ العمل الفني وجد استحساناً وإعجاباً، وعند التقييم يتم التركيز على عناصر اللوحة ومضمونها وعدم التركيز على عنوان اللوحة، ونوضح أكثر إذا كان العنوان الذي اختاره الفنان ليتحدث عن فنه راقياً ( أي إذا كان مدعواً إلى مسرحية وعنوانها الفقر)، وشكل اللوحة هابطاً (أي أداء الممثلين ضعيفاً) فهذا بالتأكيد يوجه التقييم إلى المسار الخاطئ فمن يُقيّم ويُصدر الحكم عليه أن يُقيّم شكل العمل الفني الذي أمامه (أي يقيم أداء الممثلين والحوار والملابس وغيرها في توصيل فكرة عنوان المسرحية للمشاهدين) ويتمّ قياس هذا المثال على الأعمال الأخرى. التنظير ومناقشة طبيعة الفن بعد أن حكم المتذوّق على اللوحة أو الفن التشكيلي لا بدّ أن يظهر رأيه بكل شفافية وموضوعية للفنان التشكيلي، ويناقشه في عمله لأنّ الفنان يحب أن يستمع إلى الناقدين والمتذوّقين، فأغلب الفنانين يكتشفون الإجابة لأسئلة كثيرة مثل هل العمل الفني نجح بشكله؟ أم نجح بتناسق أفكاره وخطوطه؟ وهل وصلت فكرة وعنوان وأحاسيس الفنان للمتذوق؟ فمن خلال رأي المتذوق سيكون هناك تقبلاً واضحاً لدى الفنان، وسيستمع إلى الإيجابيات والسلبيات التي سيذكرها المتذوّق فبالنهاية سيعود بالمنفعة للفنان، وكذلك المتذوق أيضاً سيصقل خبرته من خلال التنظير والمناقشة وستزداد خبرته من خلال إحتكاك أفكاره مع تجارب الفنان التشكيلي. أخيراً إن التذوق الفني لأيّ عمل تشكيلي يقوم على نقد تحليلي بتفصيل وتشريح بناء وأسلوب واتجاه العمل الفني، وثانياً يقوم على نقد جمالية العمل الفني وترجمته، فهناك تفاوت واضح بين فنان وآخر من حيث العامل الوظيفي والجمالي لعمله الفني، فالفنان في كل مرة سيخرج عن مذهبه الفني إلى لونٍ آخر فليس من العبرة أن يلتزم بمذهب فني في كافة أعماله الفنية، فالعمل الفني القائم قد يكون مستوحى من الطبيعة والخيال والأساطير والبيئة والمجتمع والتاريخ، فتذوق الفن التشكيلي يكون بتذوق مواطن الجمال الموجودة فيه.

اترك تعليقاً

إغلاق