فنون عالمية

هل يربك كورونا “دراما رمضان” في السعودية؟

كواليس مسلسل “بخور القصايد” الذي يجري تصويره في العاصمة الرياض

يبدو أن المشاهد لن يكون في حاجة للمنافسة بشراسة على الإمساك بـ”ريموت كنترول” التلفزيون في شهر رمضان المقبل، إذ لن تكون الشاشة الفضية كما عهدها في كل عام منتشيه بالمسلسلات والبرامج المتنوعة، بسبب اجتياح جائحة كورونا لمواقع التصوير وكواليس الأعمال الدرامية، التي أجبرت العديد من شركات الإنتاج والقنوات على التوقف.

ورغم مواصلة البعض للتصوير، فإن منتجين وممثلين أكدوا لـ”اندبندنت عربية”، أن هذا يعد أمراً كارثياً، فالممثل لن يكون في أحسن حال، ولن يستطيع تحت هذه الضغوط الأداء بشكل جيد”.

رمضان والمسلسلات

في أغلب الدول العربية ومنها السعودية عادة ما يفضل الناس مشاهدة التلفزيون والبرامج والمسابقات في رمضان الذي سيحل هذا العام في الأسبوع الثالث من أبريل (نيسان) الحالي، إذ تجهز شركات الإنتاج والقنوات حزمة من البرامج والمسلسلات من أجل جذب مزيد من المتابعين، لأن في هذا الشهر أيضاً ترتفع أسعار الإعلانات التي تصل إلى أرقام خيالية خصوصاً في أوقات الإفطار والسحور.

يقول طلال السدر، ممثل سعودي وصاحب شركة إنتاج، إن “العمل الفني لا بد أن يأخذ مساحته حتى ينضج ويظهر بشكل رائع ويجبر المشاهد على الاستلقاء أمام الشاشة”، لكنه في ظل تحذير السلطات توقف كما يقول “من أجل سلامته وسلامة فريق العمل ومن أجل تلافي الخسائر المادية أيضاً”. وأضاف الممثل بطل مسلسل “اختراق” أحد أبرز الأعمال الدرامية البوليسية التي عرضت في العام الماضي، أن “من سيواصل التصوير سيخرج بأخطاء درامية كارثية”.

طاقم فريق مسلسل “اختراق”.( إندبندنت عربية )

وقف أعمال ومواصلة أخرى بحذر

فيما يؤكد عيد السعد، أحد الوجوه البارزة في المسلسل السعودي الأشهر في رمضان الماضي “العاصوف”، أن هناك تنظيماً لاستكمال ما تبقى من المشاهد وذلك للحاق بالعرض في رمضان، ويقول “استخرجنا تصاريح رسمية من التلفزيون السعودي لمواصلة التصوير ” ويضيف بدأنا باتخاذ احترازات من أجل سلامة الفريق كعدد المشاهد مثلاً، ففي السابق كنا نعمل يومياً على تصوير 20 مشهداً، أما الآن فالعدد أصبح يتراوح ما بين 7 و12 مشهداً”.

السعد الذي يتحدث وهو خلف كواليس مسلسل من المقرر عرضه في رمضان، يشير إلى أن ثمة عملين توقفا مؤقتاً بسبب الجائحة العالمية لكنهما واصلا العمل بعد أستخراج تصريح رسمي لمواصلة العمل  أحدهما “مليار” الذي ستعرضه قناة”sbc”  السعودية والآخر “بخور قصايد”، الذي من المقرر عرضه على شاشة “أبو ظبي”، ولم يعد مؤكداً هل سيجري استكمال العملين وعرضهما في رمضان المقبل أم سيتم تأجيلهما كعمل آخر لم يتمكن من المشاركة فيه بسبب “كورونا الذي شل حركة العالم”، وهو الذي كان مقرراً تصويره في الإمارات لكنه لم يتمكن من ذلك وأعتذر.

فرصة للمشاهد

الأزمة طالت أيضاً محمد القس، العالق في أبو ظبي منذ قرار وقف الطيران بين السعودية والإمارات، وهو الممثل الذي عاش معظم حياته في السعودية ويتقن لهجات البلاد المختلفة، حيث يقول إنه لم يستطع العودة إلى الرياض بعد قرار تعليق الرحلات لكنه تمكن من إنهاء آخر أعماله قبل أزمة فيروس كورونا، وهو أمر لا يحدث غالباً حيث عادة ما يبدأ المنتجون التصوير في أضيق الأوقات أي قبيل شهر رمضان بأشهر قليلة، وهذا أمر “غير احترافي ولا يجب”، على حد قوله.

ويعود سبب تأخير البدء بتصوير بعض الأعمال التلفزيونية، بحسب ما يقول القس إلى “الموافقة والتعميد” على شراء العمل ما بين الجهة التلفزيونية والمنتج، إذ عادة لا يبدأ المنتجون بالتصوير من دون الحصول على موافقة لشراء العمل، وهذا خطأ أيضاً كما يقول. ويستشهد بمسلسل سابق شارك فيه كان فريق العمل لم ينته من تصويره حتى أثناء عرضه في رمضان، حيث انتصف الشهر والممثلون يقفون وراء الكواليس لمواصلة تصوير المشاهد المتبقية.

الحياة ما بعد كورونا ستكون أفضل

القس الذي يرى أن الحياة ما بعد كورونا ستكون مختلفة نحو الأفضل، يقول إن “رمضان هذا العام فرصة للمتابع للتركيز ومشاهدة عمل أو اثنين من دون مزاحمة وحيرة في متابعة أعمال أخرى”.

ويعتقد مشعل المطيري، ممثل وصاحب شركة إنتاج سعودية، أن تأثيراً كبيراً سيطال دراما رمضان هذا العام بسبب كورونا، ويقول “ثمة أعمال أُجبرت على التوقف وذلك لصعوبة التمثيل والمونتاج، لكن هناك من اضطر لمواصلة العمل وهذا أمر لن يكون سهلاً بالنسبة إلى المثل والمخرج أيضاً”.

وقد يحظى المشاهد في رمضان هذا العام بمتابعة أعمال تحاكي الأزمة العالمية “كورونا” التي ألقت بظلالها على الفن والاقتصاد والسياسة، هذا ما تعتقده فاطمة سعيد، كاتبة السيناريو السعودية، فهي تعكف بحسب قولها على كتابة قصة لم تختر أبطالها بعد تحاكي أزمة كورونا في بلدها.

(اندبندنت عربية)

اترك تعليقاً

إغلاق