تاريختقريرسلايد 1

مصر: موكب المومياوات.. العالم لم تعد لديه سيرة سوى ملوك مصر

موكب المومياوات الملكية حدث لم ينسه العالم أبدا، ففى ذلك اليوم استطاعت مصر الحفاظ على هويتها المصرية القديمة، من خلال نقل 22 ملكا وملكة من المتحف المصرى بالتحرير، إلى مكان عرضهم الدائم فى المتحف القومى للحضارة المصرية.

ولكن قبل انطلاق الحدث بدأ العالم يسأل ماذا تفعل مصر فى ذلك اليوم؟ وهل تستطيع تنظيم مثل هذا الحفل؟ فلا أحد توقع ما حدث، حيث ما تم كان أكبر من الخيال ولا يصدقه عقل، فمصر فى ذلك اليوم تحدثت عن نفسها معبرة عن تاريخها القديم وسيرة ملوكها الذين كتبوا لها التاريخ بحروف من ذهب، فكان الحدث رسالة إلى العالم أجمع كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى تعليقا على الحدث: «كنا عاملين احتفالات المومياوات لحكام لمصر من 4000 سنة.. كانوا قادة ووطنيين ورسموا وكتبوا التاريخ على مدى 4000 سنة حبهم لبلدهم».

وما فعلته مصر خلال حدث موكب المومياوات الملكية من خلال التنظيم استطاع خطف أنظار العالم والتأكيد على خروج كل تفصيلة، بصورة تليق بالحدث والحضارة المصرية العظيمة ومكانتها الكبيرة، كما تمكن القائمون عليه من استغلال القوة الناعمة لمصر بأبهى صورة ممكنة، مثلما ظهر خلال كل مراسم الحفل، وبمشاركة عدد من أبرز النجوم والنجمات الذين ظهروا بأفضل شكل أثناء إلقائهم الضوء على لمحات فى تاريخ مصر.

فقرات الحدث العالمى جميعها توحى بهوية مصرية خالصة لا دخل لأحد من خارج البلد فيها فبداية تم عرض فيلم قدمه مجموعة من الفنانين الكبار؛ قدم حكايات من سطور الحضارة المصرية، وحرصت الدولة على تقديم موسيقى تليق مع عظمة الحضارة المصرية القديمة من خلال موسيقى ونصوص تم إعدادها خصيصا للحدث، وقاد المايسترو نادر عباسي، الأوركسترا خلال حفل موكب نقل المومياوات الملكية،  وسار الموكب على أنغامه، وبرع فيها بأسلوبه الخاص والمميز والذى وقد تفاعل معه كل أعضاء الفرقة وفقا لحركة من يده أو إشارة بعصاه، لتتغنى الفنانة صاحبة الصوت الأصيل ريهام عبدالحكيم أغنية «مصر لم تنم»، والتى قدمت لمصر والمصريين، وللعالم العربى وأوروبا.

ليتحرك بعد ذلك الموكب الملكى يوم 3 إبريل الماضى الذى ضم 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات وهم: «الملك رمسيس الثانى، رمسيس الثالث، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، رمسيس التاسع، تحتمس الثانى، تحتمس الأول، تحتمس الثالث، تحتمس الرابع، سقنن رع، حتشبسوت، أمنحتب الأول، أمنحتب الثانى، أمنحتب الثالث، أحمس نفرتارى، ميريت آمون، سبتاح، مرنبتاح، الملكة تى، سيتى الأول، سيتى الثانى»، ليبدأ رحلته الذهبية انطلاقا من المتحف المصرى إلى ميدان التحرير ثم كورنيش النيل ليأخذ طريق عين الصيرة، متجها إلى المتحف القومى للحضارة المصرية القديمة، لتطلق 21 طلقة تشريفية لملوك مصر، ويستقبلها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى مشهد لن يتكرر فى التاريخ ولم يشهده العالم مرة أخرى، لتسجل مصر فى تاريخها المعاصر بأن حاكم مصر استقبل الحكام القدماء تقديرا لدور هؤلاء الملوك فى صنع حضارة عريقة أبهرت العالم.

وحرص الرئيس السيسى، على استقبال 22 ملكا وملكة من الملوك المصرية القديمة بنفسه، والذى بعث رسالة لجميع شعوب العالم بأننا فى دولة صاحبة حضارة عظيمة، تقدر تاريخها الذى يمتد عبر الحياة، ليتفقد الرئيس متحف الحضارة الذى يستقبل جمهوره، ليكون على موعد مع مجموعة كبيرة من القطع الأثرية التى تنتمى لمختلف العصور.

ما فعلته مصر هو نجاحها فى الترويج السياحى لمصر عبر موكب المومياوات الملكية من خلال تطوير الطرق والحفاظ على التراث المصرى القديم، من خلال أكثر من 400 قناة عالمية، وإهداء للعالم إحدى أكبر المتاحف العالمية وهو المتحف القومى للحضارة المصرية، فكل هذا صنع فى مصر.

ونجحت مصر بالفعل أن تكون حديث كل الصحف العالمية حيث سيطر الحدث على تقارير القنوات التليفزيون الدولية، ووصفوه بأنه الحدث الأسطورى لهذا العام، إن ما فعلته الدولة فى تلك الحدث المهيب يدل ويؤكد على أننا نعيش سنوات أصبحت الدولة فيها لها عقل يفكر ويدبر ويخطط ويد تنفذ بطريقة صحيحة، مستغلة تاريخها وحضارتها وكنوزها لتوظيفها بما يليق بسمعة مصر المحروسة، وكانت نتيجته رأى العالم موكبا عظيما لملوك حفروا أسماءهم وإنجازاتهم فى التاريخ.

المومياوات
المصدر: اليوم السابع

اترك تعليقاً

إغلاق