ثقافة اسلاميةسلايد 1

كيف يصنع الزوج بحسن عشرته لزوجته أسرة “صالحة”؟.. ما تقوله كتب الأوقاف

يعد البحث عن أسرة قوية متماسكة أمرا ضرورويا فى بناء المجتمعات، وقد اهتم الدين الإسلامى بهذه الأمور وحدد كيف أن الأب والأم مسئولان من خلال التعامل المتبادل بينهما فى وضع قيم أبنائهم ودفعهم للمحافظة على أنفسهم وبلدانهم.
وبالاطلاع على كتاب، بناء الشخصية الوطنية، الصادر بالتعاون بين وزاتى الأوقاف والثقافة، نجد موضوعا تحت عنوان “حسن العشرة من جانب الزوج وأثره فى بناء الشخصية” يقول:
يقول تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها، ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، وعاشروهن بالمعروف، فإن كرهتموهن، فعسى أن تكرهوا شيئ، ويجعل الله فيه خيرا كثيرا”.
بناء الشخصية الوطنية
يقول “الجصاص”  وقوله تعالى “وعاشروهن بالعروف” أمر للأزواج بعشرة نسائهم بالمعروف، ومن المعروف أن يوفيها حقها من المهر والنفقة والقسم، وترك أذاها بالكلام الغليظ، والإعراض عنها والميل إلى غيرها، وترك العبوس والقطوب فى وجهه بغير ذنب، وما جرى مجرى ذلك وهو نظير قوله تعالى “فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان”.
وقال صلى الله عليه وسلم “استوصوا بالنساء خيرا، فإنهم عوان عندكم، أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله”
إذ العشرة بالمعروف تقتضى الرفق بالزوجة واللين وعدم الغلظة والشدة فى المعاملة، حتى لا يؤدي ذلك إلى النفرة، يقول الله تعالى فى حق رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، “فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم، وشاورهم فى الأمر، فإذا عزمت فتكوكل على الله، إن الله يحب المتوكلين”.
وعن أنس رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان عند بعض نسائه – قال أظنها عائشة – فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين مع خادم لها بقصعة فيها طعام، قال فضربت الأخرى بيد الخادم، فكسرت القصعة نصفين، قال فجعل النبى، صلى الله عليه وسلم يقول “غارت أمكم”، قال فأخذ الكسرتين فضم إحداهما إلى الأخرى، فجعل فيها الطعام، ثم قال: كلوا، فأكلوا، فحبس المكسورة فى بيته.
وهذا من الرفق فى المعاملة للزوجة، وخاصة إذا كان زوجها له أكثر من زوجه، لما يعترى النساء من الغيرة والتصرف حينها بما لم تدرك عواقبه، ولذا بعدما حدث من السيدة عائشة، رضى الله عنها، من كسر الإناء ووقوع لطعام على الأرض، فبعد أن هدأت، قالت كما عند أبى داود والنسائى، يا رسول الله، ما كفارة ما صنعت، قال إن مثل إناء وطعام مثل طعام.
والأولاد فى الأسرة حينما يرون حسن معاملة والدهم لأمهم فى جميع الأحوال وحسن أدبهما فى التعامل مع بعضهما والتغاضى عما بدر من أحدهما أحيانا ولظروف عارضة، يؤمل منهم الجميع خيرا فى الدنيا والآخرة.
إن العشرة بالمعروف هى الأساس المتين لإنشاء أسرة كاملة وذرية صالحة، تسعد وطنها وتحمى ترابه وتحافظ على مقدساته من الأنفس والأموال والأعراض، فضلا عن الدين، حتى يأمن الناس فى منازلهم وفى تأدية أمور حياتهم.
المصدر: اليوم السابع

اترك تعليقاً

إغلاق