سلايد 1قصص قصيرة

ليه التراث الشعبى بيحب “حرامى الحرامية”.. تاريخ السرقة من أجل الفقراء

قرأنا جميعا ووقعنا فى إعجاب شخصيات شعبية شهيرة منها (روبن هود، وعلى بابا، وعلى الزيبق، وحتى أدهم الشرقاوى) مع أنهم يقومون بتصرفات لا يوافق عليها القانون ولا المجتمع، غالبا يقع إعجابنا لأسباب لا تتعلق بجوهر القضية بل بالظروف المحيطة بها. بصيغة أخرى: هل فكرت من قبل لماذا يمجد التراث الشعبى الشخصيات التى تقوم بارتكاب فعل السرقة، بشرط أن يمارسوا ذلك فى حق “لصوص”؟ 

فى رأيى أن ذلك يحدث لسببين مهمين هما الانتقام والعدل:

​أولا: الانتقام 

عادة، يقوم هؤلاء الأبطال الشعبيون بالانتقام وممارسة الأفعال الخطرة على أناس كانوا، من قبل، سببا فى إيذائهم، فشخصية “على الزيبق” ينتقم من “سنقر الكلبى” لأنه تسبب من قبل فى مقتل أبيه “حسن راس الغول”، لذا هو ينتقم منه بشكل شخصى، كذلك فإن أدهم الشرقاوى ينتقم من الإنجليز بسبب أنهم قتلوا عمه.

سيرة على الزيبق
يحدث ذلك لأن كثيرا من الشعبيين فى مصر يتعرضون لظلم بشكل شخصى ويكونون عاجزين عن الانتقام وأخذ حقهم بأيديهم وعادة لا ينصفهم القانون، لذا نجدهم يمجدون الفتوات، خاصة فى بداية ظهورهم قبل أن يفتروا ويتحولون إلى ظلمة ومجرمين.
وهنا وجبت الإشارة إلى أن الفتوات، عادة، لا يتحولون إلى أبطال إلا بصورة مؤقتة، لأن شروط البطولة هى (التواضع، والوقوع فى الحب، والتعاطف مع الفقراء، والقدرة على الانتقام) وعادة ما يفضلون الانتقام بالطرق الذكية أكثر من الانتقام اليد والقوة العضلية.

ثانيا: العدل وإعادة توزيع الثورة

نشأت الحكايات الشعبية في السامر وفى المقاهى، ويسعى إلى تحقيق آمال المستمعين الفقراء المحتاجين إلى المال كى يعيشوا، خاصة أنهم يرون بأم أعينهم كيف يعيش الأغنياء من حولهم.

أدهم الشرقاوى
وينتج، في معظم الأحيان، عن تصرفات الأبطال الشعبيين إعادة توزيع للثروة، ولعل أبرز مثال لذلك تمثل فى “روبن هود” الذى كان يقطع الطريق على الأغنياء، ثم يعيد توزيع ما حصل عليه على الفقراء.
ودائما ما يحلم الشعبيون ببطل يخرق القانون من أجلهم، ومستعدون للتغاضى عن بعض عيوبه، مثل أن يحصل على النصيب الأكبر مما يحصلون عليه، لكنهم لا يغفرون له أبدا لو قرر الانضمام إلى الأغنياء والأرستقراطيين الذين كان يحاربهم بالأمس، حينها سيخلقون له بطلا “آخر” يحاربه ويهزمه.
المصدر: اليوم السابع

اترك تعليقاً

إغلاق